نور الاسلام صاحب الموقع
عدد المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 24/08/2010 العمر : 41 الموقع : ازهر البقاع
| موضوع: تفسيرسورة ال عمران الإثنين نوفمبر 22, 2010 12:42 am | |
| السلام عليكم
هذا التفسير الذي سأعرضه عليكم من افضل و اروع و اقوى ما رأيت من بساطة و سلاسه و حرص في التفسير و توضيح المعنى المقصود
هذا التفسير هو اجتهاد من الباحثه و العالميه السوريه الجليله امنا الفاضله الاستاذة غادة أمين
اسأل الله تعالى ان يجزيها الجزاء الحسن و ان يجمعها مع العلماء الافاضل في رضوانه و جنته
في حال وجود اية ملحوظات على التفسير فسيتم ارسالها لها فورا باذن الله
بسم الله نبدأ
------------------------------------------------------------------- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة آل عمران
قدم وفد من نصارى نجران اليمن وناظروا رسول الله في أمر عيسى.فأقام عليهم الحجة بالبرهان العقلي على وحدانية الله وأبطل معتقداتهم المنحرفة في الشرك . · ثم أنذر المسلمين منهم ومن شركهم, ومن اليهود ومن شركهم · ثم حذر أهل الكتاب من خذلان باطلهم ودحر شركهم .
1- الم
مفتاح السورة , كلها وتهيئة الذهن لما بعدها . وهي تشير إلى سر حروف القرآن وإعجازه . وطالما أن الله وضعها هكذا ( في أول السورة ) فلابدّ أنّ لها سرّ ونفع, لأن الله تعالى لا يقول إلا ما فيه حكمة.ولا يضع شيء في غير موضعه أبداً.
2- اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
جاء التوحيد في صدر هذه السورة لمواجهة أهل الكتاب الذين أنكروا رسالة محمد ( رسالة التوحيد ) وأنكروا ( صفات الإلوهية ) و( فكرة التسليم لتعاليمها ومنهجها ). إن قضية التوحيد هي ( قضية القمة )لأن من أجلها خُلق كل الوجود بما فيه . وقضية التوحيد هي مفرق الطريق بين عقيدة المسلم وسائر العقائد فالله : إله واحد , لا إله إلا هو , و ليس معه شريك في الإلوهية لأنه الخالق , وهو حي أبداً لا يموت , وهو يهب الحياة لكل الأجناس . و بما أنه خالق , وحي لا يموت , فهو قائم على أمور خلقه بالتدبير والحفظ والإمداد . وهو قائم بذاته قياماً أزلياً كاملاً . وبهذا التوضيح لمعنى الإلوهية وصفاتها يمحو ما طُمس من هذه العقيدة الأصيلة الواحدة. بعد أن عرفنا أن الله ( إله ) ( واحد ) ( خالق ) كل شيء ,وعرفنا أنه ( حي لا يموت ),لذا فهو( دائم القيومية ) على تدبير أمور مخلوقاته ليستمر هذا الوجود إلى ما شاء الله . و من هذا التدبير أنه ( سخر) و( ذلّل ) للإنسان كل ما يحتاجه على هذه الأرض من مقومات حيات المادية. و بما أن الغاية من خلق الإنسان كانت ( لعبودية الله ) فإنه نزّل عليه مقومات حياته الروحية والفكرية والمعنوية. وبدونها تصبح حياته المادية شرسة هوجاء رعناء. 3-نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ومحمد صلى الله عليه وسلم أخر رسول نزلت عليه ( كلمات الله بالحقائق الثابتة الأزلية ) التي لا تحول ولا تزول ولا تتغير سواء عن( الذات الإلهية ), أو عن( صفاتها ), أو( عن أفعالها ) , أو عن ( سننها ) في هذا الوجود , أو عن ( حكمتها ) من خلق هذا الوجود .
((مصدقاً لما بين يديه...)) : § وهذا الكتاب الأخير للبشرية مطابق لما سبقه من كتب سماوية سواء في( الأصول والأسس الإيمانية ). أو في ( الفرقان بين الحق والباطل و الخير والشر ) .أو في ( المنهج الواحد ) الذي يصون الإنسان (بمعتقده ومشاعره وحركته وردود أفعاله وكل عمله) ويصل به إلى الكمال البشري. § فلا اختلاط ولا تشويش بين ( الإلوهية ومرادها ) وبين ( العبودية ومهمتها ) أبداً.
4- مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ
§ وكل ما أنزله الله من رسالات سماوية سابقة كذلك تهدي الناس لربها وتعلمهم كيف يفرقوا بين الحق والباطل في كل شيء. § و كل من خالف كلمات الله لن ينجو من شدة العقوبة الإلهية وقوة انتقامها. 5 -إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وبما أن الله هو خالق كل ما في السماوات والأرض وقائم عليهما, فكيف يخفى عليه شيء فيهما !!.سواء في ظاهر الأمور وظاهر المخلوقات أو في بواطنها وحقيقتها,لذا لا يمكن أن يستر عنه أي شرك مهما أخفي,وبأي وجه ونوع كان .
6- هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وكيف يخفى على الله من أمر الإنسان وهو خالقه طوراً بعد طور ؟ والمتحكم فيه بمنتهى القوة ؟ والحاكم فيه بمنتهى الحكمة ؟ والآية مقدمة لخلق ( عيسى ) .بمعنى أن الخالق ليس كالمخلوق ( فالخالق صاحب المشيئة والقدرة والحكم) (والمخلوق هو أثر من آثار هذه المشيئة والقدرة, أثر له مهمة كبيرة ) 7-هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
الله وحده ينزل على الإنسان ( أصول وأسس وحقائق العقيدة المحكمة ) . وهي نفسها في جميع الرسالات السابقة (فهي أم الكتب كلها : أي هي أركان الإيمان) . ومعها ( الأحكام ) التي يترتب عليها الثواب والعقاب (الكبائر) (وأركان الإسلام) . ومعها ( المنهج الإلهي في(افعل) و (لا تفعل) في حلال وحرام ). ومعها ( تعاليم ومواعظ أخرى ) .
(( وأُخر متشابهات..)) : § وهي الآيات التي نزلت لتدعم الإيمان وترقى به إلى درجات اليقين. وقد انزلها الله تعالى ليفكر بها المؤمن ويستنبط منها ويُعمل عقله لئلا يجمد عند آيات الأحكام فقط . § والمؤمن الحق يرد المتشابه من الآيات إلى المحكم من الآيات لأنه يعلم أنه لا يفسرها إلا قائلها سبحانه وتعالى. مثال( كسمع الله وبصره ) ,نرده إلى قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار )أو نرده إلى قوله : (ليس كمثله شيء)
(( فأما الذين في قلوبهم زيغ... )) : § فأما الذين في قلوبهم انحراف عن أصول وأسس العقيدة المحكمة فهم يأخذون بآيات المتشابه ويصرّفون معانيها إلى غير حقيقتها ليشككوا الناس في كلمات الله ويثيروا الجدل حولها ومن ثم تنشأ الاختلافات في تأويلها § وهم لا يردونها إلى المحكمات لان المحكمات لا يستطيعون الزيغ فيها ذلك لأنها تقوم على الحجج الدامغة وتوافق العقل السليم والفطرة القويمة .
(( والراسخون في العلم يقولون)) : § هم الذين رسخ علمهم إيمانا وتثبيتاً ويقيناً في قلوبهم. وهم الذين أمنوا بالمحكم والمتشابه على حد سواء . § يعملون بالمحكم .ويردون المتشابه إلى المحكم ويوقنون أن الله وحده هو الذي يعلم تفسير المتشابه , § وهم بذلك أصحاب فهم وعقول سوية سليمة انتفعت بعقولها دون أن تخضع للهوى أو لأغراض أخرى.
8- رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ § وبما أنهم يشعرون بنعمة الإيمان و الهداية, فإنهم يخافون الضلال بعد الهدى أي (بعد أن توصلوا إلى العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه ورده إلى المحكم ورد تفسيره إلى علم الله ) § وهم يعلمون أن التثبيت على الإيمان إنما هو رحمة إلهية يهبها الله للذين يتقون § وليس لأي مخلوق حق على الله إنما كل شيء وهبٌ من الله تعالى . 9- رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ § والراسخون في العلم يعلمون أن مسألة الإيمان مسألة يقام عليها حساب وجزاء . § وان الرب هو الذي يتولى تربية مخلوقاته حتى يصل بهم إلى الكمال المنشود لهم . § ومن تمام تربيته أن يقيم عليهم الحساب والجزاء. والراسخون في العلم على يقين من وعد الله بهذا الحساب والجزاء وعلى يقين من أنه قادر على إنفاذه .
10-إِ نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ
إن الذين سعوا في إتباع ما تشابه من الآيات ابتغاء فتنة الناس عن دينهم وابتغاء تأويله إلى غير معانيه لن تنفعهم كل الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك. وسيجعلهم الله وقوداً للنار هدراً لإنسانيتهم التي أهدروها بالكفر .
11- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
كحال آل فرعون الذين كذبوا بكلمات الله وشككوا الناس بها وتوارثوا الكفر جيلاً بعد جيل فعوقبوا في الدنيا قبل الآخرة .
12- قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
وكل مَن كان هذا حاله من الكفر و الإنكار وأنواع الشرك فإن باطله سيكشف عن شره وسوئه .وسيؤول مصيره إلى النار ليتطهر فيها بالإقرار .
13-قدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ
§ وهذا مثال بأن الغلبة لله , ولأولياء الله . § فما حدث في ( بدر ) كان عبره للكفرة في دحر باطلهم , رغم ما معهم من جميع الأسباب التي استنصروا بها (من عدة وعدد وعتاد). § وعبرة للمؤمنين في نصرة الحق الذي معهم رغم أنْ ليس معم من الأسباب شيئاً . (فهم قلة مستضعفون ولاعتاد ولا عدة ). § فقد جعل الله الكافرين يرون المؤمنين ضعف عددهم, مما ألقى ذلك الرعب في قلوبهم. § إذن فذلك الحدث في ( بدر ) كان عبرة لأصحاب البصيرة النيرة . الذين رأوا أن الغلبة دائماً لمشيئة الله تعالى.
14-زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ
§ حُبب للناس التمتع بكل ما تشتهيه النفس لدرجة أنهم جعلوها غاية وهدف يسعون إليه . ونسوا ربهم المنعم بها وانه جعلها ( وسيلة) و (اختبار ) ولم يجعلها هدفاً بحد ذاته . § وإن ما عند الله من حسن المآل هو الهدف الذي يُسعى إليه. 15- قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ § وحسن المآب طريقه التقوى والحذر من أي قول أو فعل يخالف حقيقة الله وصفاته ومراده من البشرية. § وحسن المآب في جنات تُروى بأنهار كثيرة ( مقابل حرث الدنيا )ونعيم ومُلك ابدي (مقابل القناطير المقنطرة من الذهب والفضة في الدنيا )وصحبة مطهرة من كل سوء (مقابل حب النساء في الدنيا) ورضوان من الله فيه جميع أنواع العطاء والحبور. § والله يعلم بحقيقة التقوى ودخيلتها في النفوس . § وبما أن المؤمن لا يتمتع في الآخرة لضرورة الحاجة للمتعة أو لقوام حياته في الجنة فإن الله تعالى يتفضل عليه برؤية المنعم نفسه ورضاه عليه مباشرة. 16- الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 17 -الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ § وأصحاب الجنات من المتقين كانوا في الدنيا يتطلعون إلى ما وراء حسهم و إلى ما وراء الحياة الدنيا ومتعها وأسبابها . § ويقدرون نعمة الإيمان وان لم يتأت لهم في الدنيا شيء من نعيمها. § ويعلمون أن الإيمان يشفع لهم بالنجاة من عقوبة النار على تقصيرهم وذنوبهم . § لذا فهم يثبتون على الإيمان مهما تقلبت بهم الأحوال , ويقومون على متطلبات الإيمان بصدق وخشوع , ويراجعون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة وفق ما أمر الله ونهى عنه . § ويستمر حالهم هذا حتى يموتوا عليه وقد عافت أنفسهم الدنيا بكل ما فيها وتطلعت إلى ما آلوا إليه .
18- شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
§ شهد الله بأنه إله واحد أحد فرد صمد وأن لا إله سواه . § وشهادة الله تعتبر حكماً ..وهي شهادة لا تحتاج لأي شهادة بعدها. § والملائكة شهدت وأقرت لقيوميته عليها , وتجليه عليها , وإعطاء أوامره لها . § وأولو العلم شهدوا بوحدانيته لأنهم توصلوا إلى ذلك من خلال الأدلة القائمة في أنفسهم وفي الآفاق حولهم ومما عرفوا من سنن الله الوجود التي تقوم على العدل والاقتدار والحكمة .فهم الراسخون المتثبتون من ذلك العلم .
19- إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ
§ وطالما أن الله شهد (بشهادة الذات للذات) ولم يدّعِ أحد غير الله بهذه الدعوى ,لذا وجب تصحيح كل الأفكار التي أشركت به , § وطالما أن لا إله إلا الله خالق كل شيء لذا وجبت أن تدين له المخلوقات وتسلّم لمشيئته وتعاليمه وسننه وأقداره فيها . § وهذا الإسلام لله هو الذي دعا إليه الرسل جميعاً § قال علي بن أبي طالب يعرف الإسلام الإسلام هو اليقين .واليقين هو التصديق . والتصديق هو الإقرار . والإقرار هو الأداء. والأداء هو العمل . والمؤمن يُعرف إيمانه بالعمل .) § وما اختلف في هذه الحقائق (حقائق الربوبية والعبودية) إلا أصحاب التوراة والإنجيل من بعد ما أنزلت عليهم وأيقنوا بها تعديا منهم على هذه الحقائق . § لقد اختلفوا في ذات الله (توحيده) , وفي صفاته , واختلفوا في ذات المسيح , وخلطوا بين إرادة الله وارداه المسيح , وطبيعة الله وطبيعة المسيح ,فأدخلوا الشرك في التوحيد . وجعلوا صفات الإلوهية للمسيح . § وغايتهم في ذلك كله (الاعتداء على الدين للاستعلاءات الدنيوية) § فمن يصر على هذا ويبقى عليه حتى يموت فإن الله سيسارع في عقوبته ولن يمهله لحظة ليعتذر أو يتوب.
السلام عليكم
هذا التفسير الذي سأعرضه عليكم من افضل و اروع و اقوى ما رأيت من بساطة و سلاسه و حرص في التفسير و توضيح المعنى المقصود
هذا التفسير هو اجتهاد من الباحثه و العالميه السوريه الجليله امنا الفاضله الاستاذة غادة أمين
اسأل الله تعالى ان يجزيها الجزاء الحسن و ان يجمعها مع العلماء الافاضل في رضوانه و جنته
في حال وجود اية ملحوظات على التفسير فسيتم ارسالها لها فورا باذن الله
بسم الله نبدأ
------------------------------------------------------------------- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة آل عمران
قدم وفد من نصارى نجران اليمن وناظروا رسول الله في أمر عيسى.فأقام عليهم الحجة بالبرهان العقلي على وحدانية الله وأبطل معتقداتهم المنحرفة في الشرك . · ثم أنذر المسلمين منهم ومن شركهم, ومن اليهود ومن شركهم · ثم حذر أهل الكتاب من خذلان باطلهم ودحر شركهم .
1- الم
مفتاح السورة , كلها وتهيئة الذهن لما بعدها . وهي تشير إلى سر حروف القرآن وإعجازه . وطالما أن الله وضعها هكذا ( في أول السورة ) فلابدّ أنّ لها سرّ ونفع, لأن الله تعالى لا يقول إلا ما فيه حكمة.ولا يضع شيء في غير موضعه أبداً.
2- اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
جاء التوحيد في صدر هذه السورة لمواجهة أهل الكتاب الذين أنكروا رسالة محمد ( رسالة التوحيد ) وأنكروا ( صفات الإلوهية ) و( فكرة التسليم لتعاليمها ومنهجها ). إن قضية التوحيد هي ( قضية القمة )لأن من أجلها خُلق كل الوجود بما فيه . وقضية التوحيد هي مفرق الطريق بين عقيدة المسلم وسائر العقائد فالله : إله واحد , لا إله إلا هو , و ليس معه شريك في الإلوهية لأنه الخالق , وهو حي أبداً لا يموت , وهو يهب الحياة لكل الأجناس . و بما أنه خالق , وحي لا يموت , فهو قائم على أمور خلقه بالتدبير والحفظ والإمداد . وهو قائم بذاته قياماً أزلياً كاملاً . وبهذا التوضيح لمعنى الإلوهية وصفاتها يمحو ما طُمس من هذه العقيدة الأصيلة الواحدة. بعد أن عرفنا أن الله ( إله ) ( واحد ) ( خالق ) كل شيء ,وعرفنا أنه ( حي لا يموت ),لذا فهو( دائم القيومية ) على تدبير أمور مخلوقاته ليستمر هذا الوجود إلى ما شاء الله . و من هذا التدبير أنه ( سخر) و( ذلّل ) للإنسان كل ما يحتاجه على هذه الأرض من مقومات حيات المادية. و بما أن الغاية من خلق الإنسان كانت ( لعبودية الله ) فإنه نزّل عليه مقومات حياته الروحية والفكرية والمعنوية. وبدونها تصبح حياته المادية شرسة هوجاء رعناء. 3-نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ومحمد صلى الله عليه وسلم أخر رسول نزلت عليه ( كلمات الله بالحقائق الثابتة الأزلية ) التي لا تحول ولا تزول ولا تتغير سواء عن( الذات الإلهية ), أو عن( صفاتها ), أو( عن أفعالها ) , أو عن ( سننها ) في هذا الوجود , أو عن ( حكمتها ) من خلق هذا الوجود .
((مصدقاً لما بين يديه...)) : § وهذا الكتاب الأخير للبشرية مطابق لما سبقه من كتب سماوية سواء في( الأصول والأسس الإيمانية ). أو في ( الفرقان بين الحق والباطل و الخير والشر ) .أو في ( المنهج الواحد ) الذي يصون الإنسان (بمعتقده ومشاعره وحركته وردود أفعاله وكل عمله) ويصل به إلى الكمال البشري. § فلا اختلاط ولا تشويش بين ( الإلوهية ومرادها ) وبين ( العبودية ومهمتها ) أبداً.
4- مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ
§ وكل ما أنزله الله من رسالات سماوية سابقة كذلك تهدي الناس لربها وتعلمهم كيف يفرقوا بين الحق والباطل في كل شيء. § و كل من خالف كلمات الله لن ينجو من شدة العقوبة الإلهية وقوة انتقامها. 5 -إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وبما أن الله هو خالق كل ما في السماوات والأرض وقائم عليهما, فكيف يخفى عليه شيء فيهما !!.سواء في ظاهر الأمور وظاهر المخلوقات أو في بواطنها وحقيقتها,لذا لا يمكن أن يستر عنه أي شرك مهما أخفي,وبأي وجه ونوع كان .
6- هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وكيف يخفى على الله من أمر الإنسان وهو خالقه طوراً بعد طور ؟ والمتحكم فيه بمنتهى القوة ؟ والحاكم فيه بمنتهى الحكمة ؟ والآية مقدمة لخلق ( عيسى ) .بمعنى أن الخالق ليس كالمخلوق ( فالخالق صاحب المشيئة والقدرة والحكم) (والمخلوق هو أثر من آثار هذه المشيئة والقدرة, أثر له مهمة كبيرة ) 7-هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
الله وحده ينزل على الإنسان ( أصول وأسس وحقائق العقيدة المحكمة ) . وهي نفسها في جميع الرسالات السابقة (فهي أم الكتب كلها : أي هي أركان الإيمان) . ومعها ( الأحكام ) التي يترتب عليها الثواب والعقاب (الكبائر) (وأركان الإسلام) . ومعها ( المنهج الإلهي في(افعل) و (لا تفعل) في حلال وحرام ). ومعها ( تعاليم ومواعظ أخرى ) .
(( وأُخر متشابهات..)) : § وهي الآيات التي نزلت لتدعم الإيمان وترقى به إلى درجات اليقين. وقد انزلها الله تعالى ليفكر بها المؤمن ويستنبط منها ويُعمل عقله لئلا يجمد عند آيات الأحكام فقط . § والمؤمن الحق يرد المتشابه من الآيات إلى المحكم من الآيات لأنه يعلم أنه لا يفسرها إلا قائلها سبحانه وتعالى. مثال( كسمع الله وبصره ) ,نرده إلى قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار )أو نرده إلى قوله : (ليس كمثله شيء)
(( فأما الذين في قلوبهم زيغ... )) : § فأما الذين في قلوبهم انحراف عن أصول وأسس العقيدة المحكمة فهم يأخذون بآيات المتشابه ويصرّفون معانيها إلى غير حقيقتها ليشككوا الناس في كلمات الله ويثيروا الجدل حولها ومن ثم تنشأ الاختلافات في تأويلها § وهم لا يردونها إلى المحكمات لان المحكمات لا يستطيعون الزيغ فيها ذلك لأنها تقوم على الحجج الدامغة وتوافق العقل السليم والفطرة القويمة .
(( والراسخون في العلم يقولون)) : § هم الذين رسخ علمهم إيمانا وتثبيتاً ويقيناً في قلوبهم. وهم الذين أمنوا بالمحكم والمتشابه على حد سواء . § يعملون بالمحكم .ويردون المتشابه إلى المحكم ويوقنون أن الله وحده هو الذي يعلم تفسير المتشابه , § وهم بذلك أصحاب فهم وعقول سوية سليمة انتفعت بعقولها دون أن تخضع للهوى أو لأغراض أخرى.
8- رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ § وبما أنهم يشعرون بنعمة الإيمان و الهداية, فإنهم يخافون الضلال بعد الهدى أي (بعد أن توصلوا إلى العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه ورده إلى المحكم ورد تفسيره إلى علم الله ) § وهم يعلمون أن التثبيت على الإيمان إنما هو رحمة إلهية يهبها الله للذين يتقون § وليس لأي مخلوق حق على الله إنما كل شيء وهبٌ من الله تعالى . 9- رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ § والراسخون في العلم يعلمون أن مسألة الإيمان مسألة يقام عليها حساب وجزاء . § وان الرب هو الذي يتولى تربية مخلوقاته حتى يصل بهم إلى الكمال المنشود لهم . § ومن تمام تربيته أن يقيم عليهم الحساب والجزاء. والراسخون في العلم على يقين من وعد الله بهذا الحساب والجزاء وعلى يقين من أنه قادر على إنفاذه .
10-إِ نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ
إن الذين سعوا في إتباع ما تشابه من الآيات ابتغاء فتنة الناس عن دينهم وابتغاء تأويله إلى غير معانيه لن تنفعهم كل الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك. وسيجعلهم الله وقوداً للنار هدراً لإنسانيتهم التي أهدروها بالكفر .
11- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
كحال آل فرعون الذين كذبوا بكلمات الله وشككوا الناس بها وتوارثوا الكفر جيلاً بعد جيل فعوقبوا في الدنيا قبل الآخرة .
12- قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
وكل مَن كان هذا حاله من الكفر و الإنكار وأنواع الشرك فإن باطله سيكشف عن شره وسوئه .وسيؤول مصيره إلى النار ليتطهر فيها بالإقرار .
13-قدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ
§ وهذا مثال بأن الغلبة لله , ولأولياء الله . § فما حدث في ( بدر ) كان عبره للكفرة في دحر باطلهم , رغم ما معهم من جميع الأسباب التي استنصروا بها (من عدة وعدد وعتاد). § وعبرة للمؤمنين في نصرة الحق الذي معهم رغم أنْ ليس معم من الأسباب شيئاً . (فهم قلة مستضعفون ولاعتاد ولا عدة ). § فقد جعل الله الكافرين يرون المؤمنين ضعف عددهم, مما ألقى ذلك الرعب في قلوبهم. § إذن فذلك الحدث في ( بدر ) كان عبرة لأصحاب البصيرة النيرة . الذين رأوا أن الغلبة دائماً لمشيئة الله تعالى.
14-زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ
§ حُبب للناس التمتع بكل ما تشتهيه النفس لدرجة أنهم جعلوها غاية وهدف يسعون إليه . ونسوا ربهم المنعم بها وانه جعلها ( وسيلة) و (اختبار ) ولم يجعلها هدفاً بحد ذاته . § وإن ما عند الله من حسن المآل هو الهدف الذي يُسعى إليه. 15- قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ § وحسن المآب طريقه التقوى والحذر من أي قول أو فعل يخالف حقيقة الله وصفاته ومراده من البشرية. § وحسن المآب في جنات تُروى بأنهار كثيرة ( مقابل حرث الدنيا )ونعيم ومُلك ابدي (مقابل القناطير المقنطرة من الذهب والفضة في الدنيا )وصحبة مطهرة من كل سوء (مقابل حب النساء في الدنيا) ورضوان من الله فيه جميع أنواع العطاء والحبور. § والله يعلم بحقيقة التقوى ودخيلتها في النفوس . § وبما أن المؤمن لا يتمتع في الآخرة لضرورة الحاجة للمتعة أو لقوام حياته في الجنة فإن الله تعالى يتفضل عليه برؤية المنعم نفسه ورضاه عليه مباشرة. 16- الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 17 -الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ § وأصحاب الجنات من المتقين كانوا في الدنيا يتطلعون إلى ما وراء حسهم و إلى ما وراء الحياة الدنيا ومتعها وأسبابها . § ويقدرون نعمة الإيمان وان لم يتأت لهم في الدنيا شيء من نعيمها. § ويعلمون أن الإيمان يشفع لهم بالنجاة من عقوبة النار على تقصيرهم وذنوبهم . § لذا فهم يثبتون على الإيمان مهما تقلبت بهم الأحوال , ويقومون على متطلبات الإيمان بصدق وخشوع , ويراجعون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة وفق ما أمر الله ونهى عنه . § ويستمر حالهم هذا حتى يموتوا عليه وقد عافت أنفسهم الدنيا بكل ما فيها وتطلعت إلى ما آلوا إليه .
18- شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
§ شهد الله بأنه إله واحد أحد فرد صمد وأن لا إله سواه . § وشهادة الله تعتبر حكماً ..وهي شهادة لا تحتاج لأي شهادة بعدها. § والملائكة شهدت وأقرت لقيوميته عليها , وتجليه عليها , وإعطاء أوامره لها . § وأولو العلم شهدوا بوحدانيته لأنهم توصلوا إلى ذلك من خلال الأدلة القائمة في أنفسهم وفي الآفاق حولهم ومما عرفوا من سنن الله الوجود التي تقوم على العدل والاقتدار والحكمة .فهم الراسخون المتثبتون من ذلك العلم .
19- إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ
§ وطالما أن الله شهد (بشهادة الذات للذات) ولم يدّعِ أحد غير الله بهذه الدعوى ,لذا وجب تصحيح كل الأفكار التي أشركت به , § وطالما أن لا إله إلا الله خالق كل شيء لذا وجبت أن تدين له المخلوقات وتسلّم لمشيئته وتعاليمه وسننه وأقداره فيها . § وهذا الإسلام لله هو الذي دعا إليه الرسل جميعاً § قال علي بن أبي طالب يعرف الإسلام الإسلام هو اليقين .واليقين هو التصديق . والتصديق هو الإقرار . والإقرار هو الأداء. والأداء هو العمل . والمؤمن يُعرف إيمانه بالعمل .) § وما اختلف في هذه الحقائق (حقائق الربوبية والعبودية) إلا أصحاب التوراة والإنجيل من بعد ما أنزلت عليهم وأيقنوا بها تعديا منهم على هذه الحقائق . § لقد اختلفوا في ذات الله (توحيده) , وفي صفاته , واختلفوا في ذات المسيح , وخلطوا بين إرادة الله وارداه المسيح , وطبيعة الله وطبيعة المسيح ,فأدخلوا الشرك في التوحيد . وجعلوا صفات الإلوهية للمسيح . § وغايتهم في ذلك كله (الاعتداء على الدين للاستعلاءات الدنيوية) § فمن يصر على هذا ويبقى عليه حتى يموت فإن الله سيسارع في عقوبته ولن يمهله لحظة ليعتذر أو يتوب. | |
|
ميراي جانبين مديره عامه للموقع
عدد المساهمات : 568 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 35 الموقع : أزهر البقاع
| موضوع: رد: تفسيرسورة ال عمران السبت نوفمبر 27, 2010 2:04 pm | |
| | |
|
نور الاسلام صاحب الموقع
عدد المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 24/08/2010 العمر : 41 الموقع : ازهر البقاع
| موضوع: رد: تفسيرسورة ال عمران الأحد نوفمبر 28, 2010 9:48 pm | |
| اهلا وسهلا بمرورك منوره على كل حال | |
|
الشيخ محمود جانبين
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 25/09/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: تفسيرسورة ال عمران الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 12:34 pm | |
| | |
|